و أختلط الجميع خلطا ً لم أميز به الداءَ من الدواءْ ولم أعلمَ أهو سم ٌ أم نفع ٌ أنتفع به , أيهمْ الصحيحَ و من المخطأْ , أيهم على الصوابٍ والآخر على خطأْ .. !؟!
استفهامات واسئلةٌ كثيرة , أتبع البعض البعض ْ وأخذ البعضُ حليفا ً لبعض ْ , أتبع من ؟!
فحتى ديني قسم لطوائف وأحزاب , وأصبح المسلم فيه يصنف ويسرد لهذا وذاك ,, أأنت سني ٌ أم شيعي ٌ أم درزي ٌ أم علوي ٌ أما ملحدا !! ,
أخروجوك وأدخلوك , فـ نكروك وأبعدوك , وإن أحبوك قربوك , عجبا ً !!
حتى السني يصنف تصنيفا ًويفصل تفصيلا , فذاك وهابيٌ مكفرْ وذاكـ سلفيٌ إرهابي , وذاكـ صوفيٌ مشركْ يعبد الأموات ويتطوف بالقبور ويذبح القرابين ْ , وأما الشيعيُ فذاك بئس القوم ِ الإثنعشري , وذاك متمتع وشهوي , وأما ذاك يريد الإمامي المرجعي , وأما الآخر فقريب منا وهم من يدعي أنه زيدي ,,
أما السلفي , فسلفيٌ متحضر ْ , وسلفيٌ يريد تحرير الأرض و يطهرْ , وسلفي ٌدعويٌ لايرى في غيري منهجه متحضرْ ,
هذا هو الإسلام الذي صنعه الإنسان المعاصر , طائفية ٌ وحزبية ٌ وفرقى لن تبني بالتأكيد ستهدم ..
ثورات ٌ أستبشرنا حين ظهرت وقلنا آن للطاغوتي سيهزمْ , هزم الطاغوت وكان العون عدو الأمس المجرمْ , وإذا بشعوب تظهر طواغيتا ً أكثر و أطم ْ ..
قال وقيل هذه فتنة ٌ وندمْ , وحسرة ٌ وألـمْ , وستعلمون أنكم ممن أستغلوا بكرم ْ $ , أكثرَ المشائخ بالفتاوي بالإعلام ِ والعلنْ , وكلن أدعى أنه أعلم ْ, كلاً يمد يده هذا الدواء للأمة ِ والسقم ْ , فمنهم من حرض َ ومنهم من كفر َ ومنهم من بشر َ بالنار َ وهو بالأمس من كفر ظناً أن فلاناً من أهل الجنة ْ .
كلا ً أستهوى وأشتهى وطبخَ ثم أفتى َ, فذاك عالمُ سلطان , وذلك الملعون حزبيْ , وذلك يكفر ويبشر بالنار وكأنه خازن جهنم وماقليدها بيده ْ .
أنا بشرٌ أستشكلت عليه الأمور , ولو أن المسلم أسلم اليوم لكفر مما تصنعون , ولأصبح المسلم يكفر مما تفعلون , أٌكرهتم الناس دينهم وعباداتهم , أججتم الخلاف وأوسعتم في الفرقا , وكفرتم المسلم فقط لأنه يخالفكم , وأوسعتم الفرقا حتى أصبحت الشائعات لغرض التحريض , فكفرتم وأفحشتم الكذب , وتمتعتم فنسيتم الدين وأصبحت لسنا ً وهيئة يخشع لها وبها ,, خسئتم فبئس القوم أنتم ..
أنا إنسانٌ مسلم ٌ مقصر ٌ مهمل واجباته وفروضه وأسأل ربي أن يهديني , فادعو لي لا علي !! لأني مسلمٌ عربي ٌ لاحزبي ٌ ولا طائفي ٌ .
مسلمٌ يريد أن يرى أمته الإسلامية تنعم بالأمن والخير والمحبة , تؤمن أن دينها دين محبة ٍ وسلام دين إخاء لا قتل ْ , دين عبادة لله لا عبادة لعباد الله , دين رحمة لا دين تنكيل وتشويه ..
كيف لأمتي أن ترقى وهي بالأحقاد ملتزمة وتنتهج البغضاء سلوكاً والعدواة َ والحلفاء َ طريقا ً , كيف لأمة أن ترقى وقد أسست مناهجها على أن لاتخطئ وكأنه وحي ٌ لايقبل الصواب والخطأ ونسوا أنها إجتهادات بشر ْ ,,
ليس هنالك طريق ٌ ومسلك سوى قرآن ربي وسنة نبيه المصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم , فقط ضعوا العصبية ودعوا سفاسف الأمور , سيحرص البعض على نقدي فلماذا ذكرت كذا وأكثرت من كذا ولم أذكر كذا , أنا بشرٌ وكلي عيوب وقد يناقض كلامي فعلي .
أنا أكتب مايمليه قلبي بيدي , فبكل تأكدي قلبي يملي مايريحه ويراه صحيحا ً وليس هو قرآن منزل أو حديث مصدق ,,
تبا ً لمسلم يهدم لايبني , تبا ً لطاغوت ٍ طغى بالدنيا وتكبر , تبا ً لحلفاء الطواغيت , تبا ً لمسلم ٍ يقتلُ مسلما , تبا ً لكل حزبي ِ , تبا ً لكل من يرى أن الأسلام له وحده ْ , تبا ً لكل غوغائي ينشر مالايقرأ , يحرض من غير لا يدري , تبا ً لكل من أباح دما ً مكرم ,
قد أكون أكثرت الحديث وأكثرت المترادفات والمتشابهات لكن أصغتها دون تعب وكلف فقط من هولٍ تقصيري ولما أراه وأعيشه ,,
سأنقل لكم ماجاء في هول الفتن والمحن ْ وسينقدني البعض في ضعف بعض الأحاديث ولكن خذوا الإفادة والتذكير فقرأ وتأمل,,
***
1- (حديث موقوف) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ” يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ، الْمُؤْمِنُ فِيهِ أَذَلُّ مِنَ الأَمَةِ ، أَكْيَسُهُمُ الَّذِي يَرُوغُ بِدِينِهِ رَوَغَانَ الثَّعَالِبِ ” .
2- (حديث موقوف) حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ كِلابٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : ” لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُخَيَّرُ الرَّجُلُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ ، فَإِنَّ الْعَجْزَ خَيْرٌ مِنَ الْفُجُورِ ” .
3- (حديث موقوف) حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهْ ، عَنْ جُنْدُبٍ ، قَالَ : ” سَتَكُونُ فِتَنٌ ، فَعَلَيْكُمْ بِالأَرْضِ ، وَلْيَكُنْ أَحَدُكُمْ حِلْسَ بَيْتِهِ ، فَإِنَّهُ لا يَنْبَجِسُ لَهَا أَحَدٌ إِلا أَرْدَتْهُ ” .
4- ( قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ : وَحَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : ” الْفِتْنَةُ الرَّابِعَةُ عَمْيَاءُ مُظْلِمَةٌ تَمُورُ مَوْرَ الْبَحْرِ ، لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ إِلا مَلأَتْهُ ذُلا وَخَوْفًا ، تُطِيفُ بِالشَّامِ ، وَتَغْشَى بِالْعِرَاقِ ، وَتَخْبِطُ بِالْجَزِيرَةِ بِيَدِهَا وَرِجْلِهَا ، تُعْرَكُ الأُمَّةُ فِيهَا عَرْكَ الأَدِيمِ ، وَيَشْتَدُّ فِيهَا الْبَلاءُ حَتَّى يُنْكَرَ فِيهَا الْمَعْرُوفُ ، وَيُعْرَفَ فِيهَا الْمُنْكَرُ ، لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ ، يَقُولُ : مَهْ مَهْ ، وَلا يَرْقَعُونَهَا مِنْ نَاحِيَةٍ إِلا تَفَتَّقَتْ مِنْ نَاحِيَةٍ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَلا يَنْجُو مِنْهَا إِلا مِنْ دَعَا كَدُعَاءِ الْغَرَقِ فِي الْبَحْرِ ، تَدُومُ اثْنَيْ عَشَرَ عَامًا ، تَنْجَلِي حِينَ تَنْجَلِي وَقَدِ انْحَسَرَتِ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهَا حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ تِسْعَةٍ سَبْعَةٌ “) .
~ والأحاديث كثيرة والآيات تحتاج لتأمل وبحث ٍ وتفسيرها مانشاهده اليوم ْ , وخرَّج نعيم بن حماد في “الفتن” عن أبي الدرداء: “إنَّ الفتنة إذا أقبلَتْ شَبَّهتْ – يعني: تشتبه على بعض الناس بالحق – وإذا أدبرَتْ سفرتْ، وإنَّ الفتنة تُلقَح بالنَّجوى – حديث الناس بعضهم إلى بعض سرًّا – وتُنتَج بالشكوى، فلا تُثِيروها إذا حميتْ، ولا تعرضوا لها إذا عرضتْ، إنَّ الفتنة راتعةٌ في بلاد الله، تطَأُ في خِطامها، فلا يحلُّ لأحدٍ من البريَّة أنْ يُوقِظها حتى يأذَنَ الله لها، الويلُ لِمَن أخَذ بخطامها – أي: أيقَظَها وأقامَها أو قادَها – ثم الويلُ له، ثم الويلُ له)).
وفي الطبراني عن أبي الدرداء – رضِي الله عنه – أيضًا: “لا تقرَبُوا الفتن إذا حميتْ، ولا تعرضوا لها إذا عرضَتْ، واضرِبُوا أهلها إذا أقبلت”
وقال – صلَّى الله عليه وسلَّم – أيضًا: ((اجلِسْ في بيتك حتى تأتيَك منيَّةٌ قاضية، أو يدٌ خاطئة)).
أختم قولي بخير ما أنزل رحمة ً للعالمين , قال تعالى : ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 66 – 70].
// المراجع الخاصة بالأحاديث والآيات \\
موسوعة الحديث الشريف (موقع إسلام ويب)
خطبة التحذير من الفتن وبيان سبل النجاة للشيخ عبدالله القصيرمادونْ أعلاه مارأيت أن من واجبي كتابته ونشره من باب وذكر , أن أذكر نفسي أولا ً وأنفع غيري , فقط أسأل الله رحمةً من عنده يملأ بها قلوبنا ونفوسنا ورحمةً عند لقائه والفوز بالجنة والنجاة من النار ,,